burger menu
رئيس التحرير : مشعل العريفي
 إبراهيم بكري
إبراهيم بكري

حتى لا تقتلهم الدكة!!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

في ظل الظروف الراهنة التي يسيطر فيها اللاعب الأجنبي على التشكيلة الرسمية لجميع الفرق في دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين بسبب النظام الراهن، الذي يسمح لأي نادٍ بتسجيل سبعة أجانب، أصبحت مشاركة اللاعب المحلي أكثر صعوبةً، لذا خسرت الأندية كثيرًا من المواهب في الفئات السنية عند صعودها إلى الفريق الأول، وتمَّ تنسيقها لعدم وجود أي حاجة لها، أو عدم الصبر عليها. من هنا يأتي دور الأندية الأكثر وعيًا بعدم خسارة مكتسباتها عبر خلق فرص للاعبيها صغار السن باللعب مع أندية أخرى بنظام الإعارة حتى يكتسبوا خبرةً أكثر، تؤهلهم في المستقبل للعودة إلى فريقهم الرئيس، أو استثمارهم ماليًّا من خلال بيع عقودهم بدلًا من تنسيقهم بعد أعوام طويلة من التكاليف المالية بالصرف على إعدادهم في الفئات السنية. لا شيء يقتل لاعب كرة القدم أكثر من جلوسه على دكة الاحتياط. اللاعب لا يختلف عن السمكة، لو خرجت من الماء تموت، وحياة اللاعب هي داخل المستطيل الأخضر. وُلِدَ اللاعب للشقاء والتعب، والركض دون توقف في المباراة، لا للجلوس والراحة على دكة البدلاء. متعته في أن يعرق، ويبذل أقصى جهده للانتصار وتذوُّق متعة الفوز، وأن يكون سببًا في فوز فريقه، وليس مجرد خامل لا قيمة له في القائمة الأساسية.
لا يبقى إلا أن أقول: من الأمور التي تجعل كثيرًا من الأندية تستعجل تنسيق اللاعبين صغار السن التأثُّر بردود فعل الجماهير التي تتعاطى مع الموضوع عاطفيًّا، بعيدًا عن أي رؤية فنية، تتطلَّب منح اللاعب فرصةً للتأقلم مع الأجواء الجديدة لدوري المحترفين الأكثر قوةً وتنافسيةً وصعوبةً لإثبات الذات. في الرياضة السعودية أكثر من لاعب تمَّ تنسيقه من ناديه الجماهيري بسبب الضغوط، وذهب إلى نادٍ غير جماهيري، واكتشف نفسه من جديد، وعاد إلى أندية كبيرة بعقد كبير، وأصبح ناديه الأصلي نادمًا على تنسيقه وعدم منحه الفرصة، أو إعارته. ملف اللاعبين الصاعدين من الفئات السنية يحتاج إلى تخطيط استراتيجي، ورؤية فنية خبيرة، تضمن تحقيق مصلحة النادي بعيدًا عن التأثر بعواطف الجماهير، وخلق موارد مالية جديدة باستثمار اللاعب المعار ماليًّا، وتطويره فنيًّا من خلال توطيد العلاقات مع أندية تحتاج إلى خدمات هؤلاء اللاعبين، خاصةً الأندية الصغيرة والصاعدة إلى دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين. هنا يتوقف نبض قلمي، وألقاك بصحيفتنا “الرياضية” وأنت كما أنت جميل بروحك، وشكرًا لك.

نقلا عن الرياضية

arrow up